اِذْ هُوَ الْمُوجِدُ الْمَوْجُودُ الْبَاقِى فَلاَ بَأْسَ بِزَوَالِ الْمَوْجُودَاتِ لِدَوَامِ الْوُجُودِ الْمَحْبُوبِ بِبَقَۤاءِ مُوجِدِهِ الْوَاجِبِ الْوُجُودِ * وَهُوَ الصَّانِعُ الْفَاطِرَ الْبَاقِى فَلاَحُزْنَ عَلٰى زَوَالِ الْمَصْنُوعِ لِبَقۤاءِ مَدَارِ الْمَحَبَّةِ فِى صَانِعِهِ * وَهُوَ الْمَلِكُ الْمَالِكُ الْبَاقِى فَلاَ تَأَسُّفَ عَلٰى زَوَالِ الْمُلْكِ الْمُتَجَدِّدِ فِى زَوَالٍ وَذَهَابٍ * وَهُوَ الشَّاهِدُ الْعَالِمُ الْبَاقِى فَلاَ تَحَسُّرَ عَلٰى غَيْبُوبَةِ الْمَحْبُوبَاتِ مِنَ الدُّنْيَا لِبَقَۤائِهَا فِى دَۤائِرَةِ عِلْمِ شَاهِدِهَا وَفِى نَظَرِهِ. وَهُوَ الصَّاحِبُ الْفَاطِرُ الْبَاقِى فَلاَ كَدَرَ عَلٰى زَوَالِ الْمُسْتَحْسَنَاتِ لِدَوَامِ مَنْشَأِ مَحَاسِنِهَا فِى اَسْمَۤاءِ فَاطِرِهَا * وَهُوَ الْوَارِثُ الْبَاعِثُ الْبَاقِى فَلاَ تَلَهُّفَ عَلٰى فِرَاقِ اْلاَحْبَابِ لِبَقَۤاءِ مَنْ يَرِثُهُمْ وَيَبْعَثُهُمْ * وَهُوَ الْجَمِيلُ الْجَلِيلُ الْبَاقِى فَلاَ تَحَزُّنَ عَلٰى زَوَالِ الْجَمِيلاَتِ الْلاَّتِى هُنَّ مَرَايَا لِلاَسْمَۤاءِ الْجَمِيلاَتِ لِبَقَۤاءِ اْلاَسْمَۤاءِ بِجَمَالِهَا بَعْدَ زَوَالِ الْمَرَايَا * وَهُوَ الْمَعْبُودُ الْمَحْبُوبُ الْبَاقِى فَلاَ تَأَلُّمَ مِنْ زَوَالِ الْمَحْبُوبَاتِ الْمَجَازِيَّةِ لِبَقَۤاءِ الْمَحْبُوبِ الْحَقِيقِىِّ * وَهُوَ الرَّحْمٰنُ الرَّحِيمُ الْوَدُودُ الرَّؤُوفُ الْبَاقِى فَلاَ غَمَّ وَلاَمَأْيُوسِيَّةَ وَلاَ اَهَمِّيَّةَ مِنْ زَوَالِ الْمُنْعِمِينَ الْمُشْفِقِينَ الظَّاهِرِينَ لِبَقَۤاءِ مَنْ وَسِعَتْ رَحْمَتُهُ وَشَفَقَتُهُ كُلَّ شَىْءٍ * [1]